

هاي كورة – مقال للصحفي ارنيست فوليش – السبورت
برشلونة يدخل الموسم وسط تنافس محتدم مع ريال مدريد وضغوط متزايدة على هانز فليك، الذي اختار الحزم مع لاعبيه بدلًا من الابتسامة، لكن ارتباك الإدارة وفشلها في تحديد ملعب الفريق يُهددان بتحويل النجاحات السابقة إلى مجرد ذكريات.
” للأفضل أو للأسوأ، يعيش برشلونة وبيئته في حاضرٍ مستمر لا يعرف التوقف. بعد صيفٍ مزدحم وفترة ما قبل موسم لم تتجاوز ثلاث مباريات رسمية، وصلت لحظة الحقيقة أخيرًا. مباريات أغسطس لا تحدد ملامح الموسم بطبيعة الحال، لكنها تمنح مؤشرات واضحة على الطريق الذي سيسلكه الفريق. ومن الواضح أن برشلونة ما زال يحافظ على الديناميكية والإيمان التنافسي الذي ميّزه العام الماضي، لكن في المقابل، كما أثبت رايو فايكانو مؤخرًا، لم يعد البلوغرانا يفاجئ أحدًا: المنافسون درسوا تكتيكاته جيدًا وصنعوا مضادات فعالة ضد أسلحته، وعلى رأسها التسلل.
لم يعد أمام برشلونة سوى الابتكار. ريال مدريد بدوره يملك أخيرًا، بعد عقد من التخبط، مدربًا قادرًا على التدخل والتطوير التكتيكي: تشابي ألونسو. وهذا يعني أن الفريق الكتالوني سيواجه خصمًا أكثر صلابة وتنافسية مما كان عليه في الموسم الماضي. في دوري يزداد اختلال توازنه يومًا بعد يوم، يدرك برشلونة أنه لا يمكنه تحمل نزيف النقاط، خاصة في ظل الضغط المستمر من مدريد.
هانز فليك لم يعد المدرب المتفائل المبتسم كما في بداياته، بل صار أكثر صرامة وحدة، لا يخشى رفع النبرة في العلن وإرسال رسائل واضحة إلى الداخل والخارج. عبارته الشهيرة “الأنا تقتل النجاح” تُطارد الفريق، وتعيد إلى الأذهان لمسة كرويف الاستفزازية التي اعتادت تحفيز اللاعبين عبر الإعلام. فليك يعرف أن هذه المجموعة، المليئة بالمواهب المراهقة الرائعة، مهددة بأن تتحول إلى “مليارديرات صغار مدللين” ما لم يتعلموا التضحية من أجل الفريق، ولذلك اختار الحزم حتى وإن كان الثمن توترًا داخل غرفة الملابس.
معركة فليك داخل المستطيل الأخضر تتقاطع مع ارتباك الإدارة خارجه. نفس الرئيس والمجلس الذين وثقوا في المدرب الألماني، هم أنفسهم من عجزوا عن إعادة الفريق إلى كامب نو. التأجيل يتكرر أسبوعًا بعد آخر، في مشهد يقترب من الارتجال أكثر منه إلى الإدارة الرشيدة. ليست المشكلة في اللعب بمونتجويك أو يوهان كرويف، بل في غياب الشفافية مع الأعضاء والجماهير، الذين يجدون أنفسهم على بُعد أيام من مباراة رسمية دون أن يعرفوا أين سيلعب الفريق أو من سيتمكن من الحضور.
وهكذا يبدأ الموسم الجديد: بوعودٍ كبيرة، لكن أيضًا برواسب قديمة. بين فريق قادر على الإبهار ومجلس إدارة لم ينجح بعد في التوفيق بين الشعارات والواقع. وفي الخلفية، تقترب انتخابات الرئاسة، التي لا تحمل عادة مع البارسا معنى الاستقرار. إذا كان في عالم البنوك الاستثمارية يقال: “النجاحات السابقة لا تضمن النجاحات المستقبلية”، فإن إدراك هذه الحقيقة قد يكون أول خطوة صحيحة في مسار برشلونة الجديد.”