

هاي كورة – مقال للصحفي توماس اندريو – السبورت
أنهى برشلونة سوق الانتقالات دون صفقات لامعة، لكنه نجح في تسجيل اللاعبين وحل أغلب أزماته، خلف الكواليس، ديكو وزاهافي يواصلان لعب دور التوازن الحاسم في إدارة الفريق.
مع إسدال الستار على سوق الانتقالات الصيفية، بدا برشلونة راضيًا بشكل عام، بعدما نجح في حل معظم مشاكله حتى اللحظة الأخيرة. ورغم غياب الصفقات البارزة أو تطبيق قاعدة 1:1، إلا أن الإدارة تمكّنت من تسجيل اللاعبين وإتمام التعاقدات، وهو ما اعتبره النادي خطوة أساسية.
ما يلفت الانتباه يتجاوز مجرد النتائج النهائية للسوق، ليصل إلى كواليس الإدارة الرياضية داخل النادي. هناك يبرز اسم ديكو، اليد اليمنى لخوان لابورتا في القرارات الرياضية، إلى جانب بيني زاهافي، الوكيل المقرّب من الرئيس وصاحب النفوذ الكبير في غرفة الملابس.
يتحرك زاهافي في مكاتب برشلونة بحرية لافتة، وتُختتم زياراته غالبًا بموائد عشاء وغداء مع لابورتا. ومع ذلك، نادرًا ما يظهر الثلاثي (لابورتا – ديكو – زاهافي) في صورة واحدة، في ظل تقسيم واضح للأدوار وضبطٍ للنطاقات، بما يمنع أي خلافات علنية.
ومن أبرز الأمثلة على هذا التوازن قضية المهاجم الشاب داني رودريغيز. فبينما كان من المفترض أن ينتقل إلى فالنسيا بنصيحة من عائلة زاهافي، أصر ديكو على سياسته القائمة على الاستفادة من أي موهبة شابة لا تدخل ضمن خطط الفريق الأول. النتيجة كانت “تعادلًا غريبًا”: لم ينجح زاهافي في فرض رغبته، ولم يجد اللاعب وجهة جديدة، ليبقى في برشلونة أتلتيكو حتى إشعار آخر.
وهكذا، تتحول إدارة السوق داخل برشلونة إلى لعبة موازنة دقيقة، حيث يكمل كل من ديكو وزاهافي الآخر، مع احترام نطاق النفوذ وتجنّب الصدامات المباشرة. وبالتوازي، يواصل زاهافي، مثل خورخي مينديز، تعزيز حضور لاعبي برشلونة ضمن قائمة تمثيله المكثفة، مستفيدًا من سحر الأكاديمية وتأثيرها في الفريق الأول، في مشهدٍ يبدو أنه سيبقى جزءًا لا يتجزأ من “برشلونة لابورتا”.