كوندي .. من صفقة ضائعة لركيزة دفاع برشلونة

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!


هاي كورة – مقال للصحفي خافيير بوتش – الموندو

” من أطرف المشاهد التي رافقت احتفالات برشلونة بلقب الدوري، ذلك الحوار العفوي الذي جمع جول كوندي وبيدري على أرضية الملعب.

سُئل الفرنسي عن عدد ألقاب الليغا التي يمتلكها، ليأتي الرد من ابن جزر الكناري سريعًا ومفاجئًا: “اثنان، مثلك”، إجابة بسيطة لكنها كشفت عن طبيعة شخصية تبدو دائمًا شاردة، بين اللامبالاة والهدوء.

كوندي الذي اعتاد التأخر أحيانًا عن التدريبات، وارتكاب بعض الهفوات الدفاعية دون أن يظهر عليه القلق، هو نفسه من صنع شراكة مميزة في الجبهة اليمنى مع لامين يامال تُعيد للأذهان أيام ألفيس وميسي، وهو نفسه من حسم نهائي كأس الملك بتسديدة قوية سكنت شباك كورتوا.

صورة مزدوجة للاعب يجمع بين الحكمة المبطنة وخفة الروح، وبين التناقضات التي تجعل منه شخصية مختلفة داخل غرفة ملابس برشلونة.

وبعيدًا عن قصات الشعر وذوقه الخاص في الملابس، يمكن القول إن كوندي أحد أنجح صفقات برشلونة في السنوات الأخيرة.

صحيح أن تشافي جلبه ليكون قلب دفاع، لكنه تحوّل مع الوقت إلى أحد الحلول الثابتة على الرواق الأيمن، حتى وإن لم يُخفِ امتعاضه في البداية من هذا الدور، لكن كرة القدم كثيرًا ما تُغيّر المسارات، وتفرض على اللاعبين خيارات جديدة قد تُحدد مسيرتهم بالكامل.

والمفارقة أن مسيرة الفرنسي كانت ستأخذ منحى آخر قبل ثلاثة أعوام، حين كان قريبًا من التوقيع لتشيلسي، بالفعل، كان يستعد للسفر من إشبيلية إلى لندن، لولا إصرار تشافي على محادثته مباشرةً، بعد أن طلب من وكيله رقم هاتفه، تلك المكالمة غيرت مسار الصفقة وجعلته لاعبًا في البارسا.

وأمس ، أعلن كوندي تمديد عقده حتى عام 2030، في خطوة تؤكد الثقة الكبيرة التي يضعها النادي فيه، وتكشف أيضًا طموح اللاعب نفسه، لم يتردد الفرنسي في الإفصاح عن حلمه بالفوز بدوري أبطال أوروبا مع برشلونة، وهو اللقب الذي لم يذقه النادي منذ كان جول في الخامسة عشرة، لاعبًا ناشئًا في أكاديمية بوردو.

وبين البدايات المتعثرة واللحظات الحاسمة، وبين الشكوك والرهانات، يبدو أن كوندي كتب لنفسه سطرًا جديدًا مع برشلونة، سطرًا قد يحمل في طياته مستقبلًا أكثر إشراقًا مما توقعه كثيرون.”



‫0 تعليق

اترك تعليقاً