

هاي كورة – مقال للصحفي خافيير سيليس – الآس
” في اليوم الأول من هذه الحقبة الجديدة، لم يكتفِ ريال مدريد بتحقيق هدفه الأساسي وهو الفوز، بل قدّم أيضًا أداءً جماعيًا منضبطًا في الضغط والدفاع، عكس رغبة واضحة في التعويض عن إخفاقات الموسم الماضي. أفضل ما يمكن قوله عن فريق تشابي ألونسو، وبالتالي عن المدرب نفسه، هو رباطة جأش المجموعة وقدرتها على تكرار المحاولات دون فقدان التركيز.
أوساسونا بالكاد وجد طريقًا نحو مرمى تيبو كورتوا، إذ اصطدم بتكتل دفاعي منظم وضيق المساحات بين الخطوط، إلى جانب القوة البدنية التي فرضها لاعبو الميرينغي. حتى فينيسيوس جونيور كان حاضرًا بروح قتالية، متتبعًا روزييه ومساهمًا في الواجبات الدفاعية كلما احتاج الفريق.
تشابي ألونسو اختار أن يبدأ اللقاء بنفس التشكيلة الأساسية تقريبًا التي خاض بها الودية أمام تيرول النمساوي، مع تغيير وحيد تمثل في دخول سيبايوس بدلًا من فالفيردي، وهو قرار لم يثر أي جدل. الفريق بدا منسجمًا ومندفعًا نحو نصف ملعب الخصم، ما سمح له بخطف الكرة سريعًا بعد فقدانها ومنع أوساسونا من أخذ أي فرصة لالتقاط الأنفاس. دفاعيًا، بدا ريال مدريد مختلفًا كليًا مقارنة بالموسم الماضي، خاصة مع ثنائية ميليتاو وهاوسن التي أغلقت جميع المنافذ.
النقطة السلبية الوحيدة ظهرت في الجانب الهجومي، حيث افتقد الفريق للحركة والعمق اللازم لاختراق دفاع أوساسونا المتكتل بخمسة لاعبين. ورغم السيطرة، ظل الهجوم محدود الخيارات حتى تدخل كيليان مبابي، الذي حمل على عاتقه قيادة الهجوم، بموهبته وقدرته على التحرك بين الخطوط وصناعة الفارق. الفرنسي جاب خط المقدمة وتفاعل مع زملائه، ليمنح فريقه الحلول ويهديهم الانتصار في بداية الطريق.
ريال مدريد قدّم صورة أكثر صلابة وانضباطًا، ومع وجود مبابي، بدا أن الهجوم وجد أخيرًا من يقوده. إنها مجرد البداية، لكنها بداية تبعث برسالة واضحة: الفريق الأبيض دخل هذا الموسم بعقلية جديدة وطموح متجدد.