هاي كورة – ( فريدريك هيرمل – الآس ) مقال صحفي
” دفعني الحنين مؤخرًا إلى إعادة مشاهدة ما أعتبره أجمل مباراة في تاريخ كرة القدم، للمرة الألف ربما، إنها مباراة فرنسا والبرازيل في ربع نهائي كأس العالم 1986 بالمكسيك، تلك التي انتهت بتأهل بلدي (فرنسا) عبر ركلات الترجيح، لكنها قبل ذلك قدمت لنا عرضًا كرويًا خالدًا.
في تلك الليلة، لم يكن بلاتيني وزيكو وتيجانا وسقراطيس وغيرهم مجرد لاعبين، بل كانوا فنّانين على عشب الملعب، وكانت الكرة هي النجم الأوحد، والموهبة هي القيمة العليا، في وقت لم تكن فيه السرعة البدنية تطغى على كل شيء كما هو الحال اليوم.
تساءلت بعدها: ماذا لو لعب هؤلاء المبدعون بنفس خصائصهم في كرة القدم الحالية؟ هل كانت لمساتهم لتُثمر وسط هذا الضغط البدني الهائل؟ بل هل كان زيدان أو رونالدو نازاريو، بما كانا يملكانه من عبقرية، سيحظيان بنفس المسيرة المجيدة في هذا العصر، رغم محدوديتهما من حيث القوة البدنية مقارنة بلاعبي اليوم؟
لقد تغيّرت كرة القدم، في السنوات الأخيرة، أصبحت السيطرة البدنية شرطًا للنجاح، صحيح أن هناك لاعبين موهوبين كبار حتى الآن، لكنهم بحاجة إلى عضلات تُرافقهم دائمًا، لا أحد ينجو بالموهبة وحدها.
نظرة واحدة إلى ما قدّمه باريس سان جيرمان وتشيلسي في كأس العالم للأندية الأخيرة تكفي لتأكيد ذلك: ضغط عالٍ، اندفاع مستمر، لياقة خارقة… ومن دون هذا الجانب، لا يمكن لأي فريق أن يصمد، حتى في ريال مدريد، حيث يمكننا أن نتجادل حول 4-3-3 أو اللعب بمهاجمين أو ثلاثة، تبقى الحقيقة واضحة: النجاح يبدأ من الجاهزية البدنية، وتشابي ألونسو يعرف هذا جيدًا لكن هل يعلمه لاعبو الريال؟ الكارثة ستحل حال لم يضع اللاعبون نصب أعينهم أهمية تلك النقطة في كرة القدم الحالية..”
