وسط تصاعد حدة الخلافات بين أعضاء الكنيست الإسرائيلي وأحزاب المعارضة حول الحرب في غزة، يواجه رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو وحكومته، اتهامات عديدة بشأن هجوم طوفان الأقصى في أكتوبر 2023.
نتنياهو يرد على الاتهامات الموجهة إليه
في تلك الأثناء، رد نتنياهو على الاتهامات المتزايدة التي تُطال حكومته إزاء تلك القضايا، وحمل رئيس الوزراء، المؤسسة الأمنية وليس القيادة السياسية، مسؤولية الإخفاق في منع هجوم حركة حماس يوم 7 أكتوبر 2023، والذي وصف بالأكبر في تاريخ إسرائيل، بحسب ما نقلته وسائل إعلام عبرية.
جاء ذلك في مقطع فيديو باللغة الإنجليزية نُشر عبر حساباته على منصات التواصل الاجتماعي، مساء الإثنين، بعنوان “الحقائق فقط”، حيث ظهر إلى جانب نتنياهو، مستشارته الجديدة للشؤون الدولية الصحفية السابقة، كارولين جليك، في مقابلة مسجلة استغرقت 8 دقائق.
تعرضت للتضليل من قبل الجيش
وردًا على ما وصفته جليك بـ”الأسئلة الصعبة التي تطرحها وسائل الإعلام الدولية”، زعم نتنياهو، أنه لم يتلق معلومات استخباراتية حاسمة من قادة الجيش، مؤكدًا أنه اتخذ قرارات الحرب الأساسية من قبله شخصيًا.
ورفض نتنياهو اتهامه بأن أجندته السياسية أثرت على الأمن القومي الإسرائيلي، وقال إن اعتباراته الائتلافية والخريطة السياسية التي يتبعها لم يكن لها أي تأثير.
كما نفى الاتهامات التي وجهت إليه بأن التعديلات القضائية التي قام بها في عام 2023، هيأت المناخ العام أمام حماس وسهلت هجوم أكتوبر، وقال إنه “وهمًا” وغير حقيقي,
نتنياهو ينكر تحذيرات قادة الأمن قبل هجوم حماس
وعند سؤاله عن تصريحات رئيس الأركان السابق هيرتسي هاليفي، ورئيس الشاباك السابق رونين بار، بأنهما حذراه من هجوم وشيك قبل أشهر نفى نتنياهو ذلك تمامًا، لافتا إلى “محادثات مسجلة مع جميع أعضاء الحكومة” تثبت العكس.
وأضاف أن المؤسسة الأمنية كررت مررا طيلة الفترة التي سبقت الهجوم بأن “حماس قد تم ردعها”، وأنها مهتمة بالمكاسب الاقتصادية فقط وليس بشن هجوم عسكري.
نتنياهو يزعم عدم علمه بهجوم حماس لو أبلغوني
وفيما يتعلق بوقت الضربة الحمساوية المعروفة باسم “طوفان الأقصى” زعم نتنياهو، عدم علمه بها، وقال إنه في منتصف ليل 6 أكتوبر أي عشية الهجوم كانت هناك مؤشرات استخباراتية كثيرة تنذر بخطر وشيك لكن لم يُبلغ بها.
وأضاف: لم يتصل بي أحد لم يوقظوا القائد العام، ولو تلقيت اتصالًا لتصرفت بشكل مختلف ولكن هذا لم يحدث”.
“أسوار أريحا” دليل الإخفاق الأمني وبراءة نتنياهو
وخلال حديثه في مقطع الفيديو، نفى نتنياهو مرة أخرى، اتهامه بأن التعديلات القضائية التي أجراها قبيل الهجوم كانت من أسباب نجاح ضربة حماس، مستشهدا بتقرير استخباراتي يحمل عنوان “أسوار أريحا” يعود إلى عام 2022 حذر فيه من سيناريو شبيه بهجوم 7 أكتوبر، لكنه قال إنه “لم ير التقرير قط” متهمًا المؤسسة الأمنية بإخفائه.
وأوضح أن التقرير صُدر في عهد حكومة يسارية قبل بدء الحديث عن التعديلات القضائية، مؤكدًا أن الخطة تثبت أن حماس كانت تخطط للهجوم قبل فترة طويلة دون علاقة بالإصلاحات السياسية.
رد المؤسسة الأمنية
وعلي الرغم من اتهامات نتنياهو المتكررة للمؤسسة الأمنية بتحملها المسؤولية عن ضربة حماس، ظهرت تقارير رسمية، تؤكد أن القيادة السياسية تلقت تحذيرات عديدة خلال السنوات والأشهر السابقة للهجوم.
وفي مايو 2024، كشف الجيش الإسرائيلي، أن نتنياهو تسلم أربع وثائق رسمية في ربيع وصيف 2023، تحذره من أن “أعداء إسرائيل يراقبون بقلق الاضطرابات الداخلية الناجمة عن خطة الإصلاح القضائي”.
تحقيقات الشاباك تؤكد سياسة نتنياهو ساعدت في تقوية حماس
في السياق ذاته، نشر جهاز الأمن “الشاباك”، ملخصًا لتحقيق داخلي في مارس العام الماضي، أشار فيه إلى أن “سياسة الحكومة المفرطة في الدفاع عن النفس تجاه غزة وسهولة تدفق الأموال إلى القطاع ساهما في تمكين حماس من تنفيذ الهجوم.
وأوضح رئيس الشاباك السابق، رونين بار، أن سياسة حكومة نتنياهو في السماح بتمويل غزة دعمت بشكل غير مباشر الجناح العسكري لحماس، لافتا إلى “ثغرات خطيرة في التنسيق الاستخباراتي” قبيل الهجوم، بحسب ما جاء في “ذي تايمز أوف إسرائيل”.