وأوضح مختصون بالبيئة، أن التحوّلات الموسمية للغطاء النباتي تُعد سمة طبيعية للمناخ الصحراوي، حيث تشكل الأعشاب الصيفية، رغم جفافها الظاهري، موردًا طبيعيًا مهمًا لتغذية الماشية، خاصة الأغنام والإبل، وتظل عنصرًا أساسيًا في دورة الحياة الرعوية.
ويمثّل ريف لينة نموذجًا فريدًا للتنوع البيئي، إذ يحتضن أنماطًا نباتية متباينة تشمل الحشائش، والشجيرات، والنباتات الصحراوية المقاومة للجفاف، مما يخلق بيئة مناسبة للحياة الفطرية، التي تجد في هذه المناطق ملاذًا ومصدرًا للغذاء، حيث تُعد مراعي لينة من المواقع الغنية بالتنوع الأحيائي، وتؤدي دورًا مهمًا في تحقيق التوازن البيئي.
وتعمل الجهات البيئية المختصة، بالتعاون مع المجتمعات المحلية، على تنفيذ مشاريع نوعية لحماية الغطاء النباتي وتعزيز استدامته، من بينها برامج الاستزراع الرعوي، ومبادرات إعادة تأهيل الأراضي المتدهورة، التي تهدف إلى دعم التنوع الحيوي وتحقيق التوازن البيئي في المناطق الجافة وشبه الجافة.
وتؤكد هذه الجهود أهمية التكامل بين الوعي المجتمعي والمبادرات المؤسسية في الحفاظ على الثروات الطبيعية، لما لها من أثر مباشر في تعزيز الأمن الغذائي، واستدامة الموارد، وتحقيق الاستقرار البيئي للأجيال القادمة.