السيطرة غير المحدودة لشركات التكنولوجيا تعد مصدر قلق كبير

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!


حذّرت أستاذة القانون الفنلندية الأميركية، آنو برادفورد، من صعود الاحتكار الرقمي في الولايات المتحدة، لافتة إلى أن النفوذ غير المُقيد لشركات التكنولوجيا «أمر مقلق»، وبصفتها مدافعة عن التنظيم على النمط الأوروبي كنموذج ديمقراطي، دعت برادفورد، الاتحاد الأوروبي إلى مقاومة الضغوط الخارجية والداخلية، وفي ما يلي مقتطفات من حوارها مع صحيفة «إل باييس»:

■ هل تعتقدين أن هناك استراتيجية وراء تغييرات الرئيس الأميركي المستمرة في التعريفات الجمركية، أم أنه يتصرف بتلقائية؟

■■ لا أعتقد أن هناك استراتيجية، والحروب التجارية لا رابح فيها، لا سبيل لنا لجعل أميركا قوة عظمى في مجال التصنيع، ولا تستطيع الولايات المتحدة أن تفعل ما تفعله الصين، إن الأمر مكلف للغاية بالنسبة للمستهلكين الأميركيين والشركات الأميركية، التي تعتمد على المواد الخام من الخارج.

أعتقد أنه مزعج للغاية أن يستهدف الخصوم والحلفاء على حد سواء: كندا والمكسيك والاتحاد الأوروبي، والرئيس الأميركي دونالد ترامب يكسر تحالفات أميركية مهمة، ويُقوض الثقة التي تقوم عليها العلاقات السياسية والاقتصادية المهمة، وبالنسبة لي، فإن أكبر تعريفة جمركية على الإطلاق هي حالة عدم اليقين.

■ ما الدور الذي تؤديه شركات التكنولوجيا الكبرى في سياسات ترامب؟

■■ لا يستيقظ مارك زوكربيرغ في الصباح ويفكر: ماذا يمكنني أن أفعل من أجل الديمقراطية اليوم؟، كما أني لا أعتقد أن كل شركات التكنولوجيا شريرة، أعتقد أن لديها الكثير من السلطة لدرجة أننا لم نعد قادرين على التعامل معها بمسؤولية. وليس الأمر أنهم يريدون تدمير مجتمعاتنا، لكن في النهاية، لا يهتمون بما يكفي لوضع حواجز تمنع حدوث ذلك.

أشعر بالقلق بشأن النفوذ الهائل لشركات التكنولوجيا غير المقيد، عندما لا تكون لدينا حكومات يقظة. ولهذا السبب أنا قلقة للغاية بشأن إدارة ترامب، فهي لا تعمل من أجل المصلحة العامة.

■ هل لايزال «تأثير بروكسل»، الذي جاء في كتابك، قوياً مع ترامب؟

■■ هناك صراع جيوسياسي أكبر بكثير، وأصبحت أوجه القصور في القوة الأوروبية أكثر وضوحاً، أود أن أقول إن هناك تهديداً خارجياً وداخلياً لما سميته بـ«تأثير بروكسل»، التهديد الخارجي هو أن إدارة ترامب تدفع بقوة ضد لوائح الاتحاد الأوروبي حالياً، وهي تتعاون مع شركات التكنولوجيا لتقول: «انظروا، القوانين الرقمية الأوروبية حمائية ضد الشركات الأميركية، ويجب على الأوروبيين التراجع عنها»، ومن المهم ألّا يستسلم الأوروبيون، وإذا بدأوا بتقديم تنازلات، فستزداد الضغوط عليهم، وسيُطلب من الاتحاد الأوروبي ترك «غوغل» وشأنه، ثم «ميتا»، و«إكس»، وغيرها.

■ هل هذا بسبب الاعتقاد الخاطئ بأن التنظيم يحد من الابتكار؟

■■ أعتقد أن الأوروبيين يدركون الآن، وبشكل مؤلم، أنهم يعتمدون بشكل مفرط على التقنيات الصينية والأميركية، وهناك فكرة مفادها أننا لم نعد نعيش في عالم يمكننا فيه القلق بشأن الحقوق الرقمية والديمقراطية فحسب، نحن بحاجة إلى امتلاك القدرات.

■ ما الذي يمكن فعله لتسريع التطور التكنولوجي في أوروبا؟

■■ نحتاج إلى سوق رقمية موحدة، وحالياً تواجه شركات التكنولوجيا صعوبة في التوسع عبر السوق الأوروبية الشاسعة، وتواجه عوائق تنظيمية في مختلف الأسواق، كما نحتاج إلى تنظيم لرأس المال، لدينا قوانين إفلاس صارمة في أوروبا، ومواقف ثقافية تجعل الفشل مكلفاً للغاية، لذا لا يستطيع روّاد الأعمال الأوروبيون السعي وراء ابتكارات تكنولوجية ثورية، لأن هذه الابتكارات تفشل أحياناً، وإذا تعرضوا للإفلاس في أوروبا، فإنهم يفشلون، ولن يجمعوا الأموال مرة أخرى. عن «إل باييس»

آنو برادفورد:

• لدينا قوانين إفلاس صارمة في أوروبا، ومواقف ثقافية تجعل الفشل مكلفاً للغاية.



‫0 تعليق

اترك تعليقاً