

هاي كورة – مقال للصحفي خوانما ليفا – الآس
” يتصاعد الجدل يومًا بعد يوم حول أكبر تحدٍ تواجهه كرة القدم الحديثة وهو ازدحام جدول المباريات، هذا الضغط المتزايد لا يُهدد فقط صحة اللاعبين، بل ينذر بما يُشبه “حربًا أهلية” داخل مؤسسات اللعبة، بين الجهات المنظمة من جهة، واتحادات اللاعبين من جهة أخرى.
وباتت الأصوات المطالبة بوضع حد لهذا التوسع غير المنضبط في عدد البطولات والمباريات أكثر حدة، خصوصًا بعد تنظيم كأس العالم للأندية بنظامها الجديد، والتي وُصفت بأنها “القشة التي قصمت ظهر البعير”.
ورغم إشادة فيفا بالبطولة، واعتبارها إنجازًا جماهيريًا ورياضيًا، فإنها تسببت في موسم شهد عددًا غير مسبوق من المباريات، ما دفع اتحاد “فيفابرو” (الذي يضم أكثر من 70 نقابة و65 ألف لاعب) إلى توجيه انتقادات لاذعة، مشددًا على أن اللعبة تسير نحو نموذج يُعرض اللاعبين للخطر ويُهمّش دورهم كمحور أساسي للعرض.
وفي ظل غياب لوائح ملزمة وواضحة، تُطرح فقط “توصيات” لا تطبق غالبًا، مثل منح اللاعبين فترة راحة لا تقل عن 72 ساعة بين المباريات أو عطلة صيفية لا تقل عن 21 يومًا، وهي مقترحات لا تجد طريقها بسهولة للتنفيذ.
وكان كارلو أنشيلوتي من أبرز الأصوات المحتجة، حين قال :”ريال مدريد لن يلعب مجددًا بعد أقل من 72 ساعة راحة”، اعتراضًا على الجدول المزدحم الذي اضطر فريقه لخوض لقاء فياريال بعد ساعات فقط من مواجهة نارية في دوري الأبطال كما اشتكى برشلونة من إرهاق لاعبيه القادمين من أمريكا الجنوبية، مثل رافينيا وأراوخو، بعد مشاركات دولية طويلة وشاقة، لم يتبعها أي وقت للتعافي.
وفي المقابل، يؤكد الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) أنه لا يقف مكتوف الأيدي، مشيرًا إلى لقاءات جمعته بعدة نقابات – من بينها نقابة اللاعبين الإسبان – خلال كأس العالم للأندية، لبحث سبل حماية اللاعبين، وتفعيل آليات تمنحهم تمثيلًا أكبر في صنع القرار.
وبينما تُعزز بعض الدوريات الوطنية حضورها وترفض “التوسع المفرط” في البطولات الجديدة، يبقى السؤال الأهم:
هل ستُنقذ كرة القدم نفسها قبل الانفجار؟.”