يحن إلى أرض أمه.. ترامب يزور إسكتلندا من أجل منتجعات “الجولف”

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!


نتيجة الثانوية العامة 2025

نتيجة الثانوية العامة 2025

في جزيرة صغيرة تعصف بها الرياح قبالة الساحل الشمالي لإسكتلندا، نشأت والدة دونالد ترامب في منزل متواضع قبل أن تهاجر إلى الولايات المتحدة، والآن، بعد عقود، يعود ابنها، الرئيس الأمريكي، إلى أرض الأجداد في زيارة يتوقع أن تكون مشحونة بالرمزية، لكنها أيضًا مثيرة للجدل، وفقًا لما ذكرته “أسوشيتد برس”.

ومن المقرر أن يبدأ ترامب زيارته إلى إسكتلندا الجمعة المقبل، حيث سيتفقد اثنين من منتجعات الجولف التي يملكها هناك، ورغم الطابع الشخصي الذي قد تضفيه أصوله العائلية على الرحلة، فإن الاستقبال سيكون بعيدًا عن الإجماع، إذ يستعد سياسيون معارضون ومتظاهرون لاستقباله.

وتأتي هذه الزيارة قبل شهرين من زيارة رسمية مرتقبة للرئيس دونالد ترامب إلى بريطانيا، من المقرر أن يستقبله خلالها الملك تشارلز الثالث، ما يضيف بعدًا دبلوماسيًا إلى الزيارة التي تختلط فيها السياسة بالتاريخ العائلي.

والدة ترامب ابنه إسكتلندا

بحسب “أسوشيتد برس”، ولدت والدة ترامب باسم ماري آن ماكلويد في عام 1912 قُرب بلدة ستورنواي في جزيرة لويس، إحدى جزر هبريدس الخارجية قبالة الساحل الشمالي الغربي لإسكتلندا.

وقال ترامب في عام 2017: “ولدت والدتي في إسكتلندا – ستورنواي، وهي إسكتلندا الحقيقية”.

نشأت هذه الأم في عائلة كبيرة تتحدث اللغة الغيلية الإسكتلندية، ثم غادرت إلى نيويورك في عام 1930، وهي واحدة من آلاف الأشخاص الذين هاجروا من الجزر في السنوات الصعبة بعد الحرب العالمية الأولى (1914-1918).

وتزوجت ماكلويد من والد الرئيس، فريد سي ترامب، ابن المهاجرين الألمان، في نيويورك عام 1936، وتوفيت في أغسطس عام 2000 عن عمر ناهز 88 عامًا.

ولا يزال ترامب لديه أقارب في لويس، كما أنه قام بزيارتها في عام 2008، وقضى بضع دقائق في المنزل الرمادي البسيط حيث نشأت والدته.

معركة طويلة في ملعب الجولف

ترتبط علاقات ترامب ومشاكله في إسكتلندا ارتباطًا وثيقًا بلعبة الجولف، حيث كان أول من اقترح بناء ملعب على مساحة برية وجميلة على ساحل بحر الشمال شمال أبردين في عام 2006.

وحظي مشروع ترامب “إنترناشونال إسكتلندا” بدعم الحكومة الإسكتلندية، إلا أنه قوبل بمعارضة شديدة من بعض السكان المحليين ونشطاء حماية البيئة، الذين قالوا إن امتداد الكثبان الرملية الساحلية موطن لبعض أندر الحيوانات البرية في البلاد، بما في ذلك طيور القبرة، والنورس البري، والغرير، وثعالب الماء.

“لولا أمي، هل كنت سأترك هذا الموقع؟ أعتقد أنني كنت سأفعل، نعم”، قال الرئيس الأمريكي هذه العبارة عام 2008 في خضم معركة التخطيط للمضمار (مكان مخصص للسباق)، موضحًا: “ربما، لو لم تكن أمي وُلدت في إسكتلندا، لما بدأت المشروع على الأرجح”.

وفي نهاية المطاف تمت الموافقة على ملعب الجولف وافتتاحه في عام 2012، لكن بعض الجوانب الأكبر من التطوير المخطط له، بما في ذلك 500 منزل وفندق مكوّن من 450 غرفة، لم تتحقق، ولم يحقق الملعب أي ربح على الإطلاق.

ومن المقرر افتتاح ملعب جولف ثانٍ في المنتجع، مكوّن من 18 حفرة، هذا الصيف. وسُمي هذا الملعب باسم “ملعب ماكلويد” تكريمًا لوالدة ترامب، وفق “أسوشيتد برس”.

وكان هناك جدل أقل بشأن موقع ترامب الآخر للجولف في إسكتلندا، وهو منتجع تيرنبيري العريق في جنوب غرب إسكتلندا، الذي اشتراه في عام 2014. وقد دفع باتجاه إقامة بطولة بريطانيا المفتوحة للجولف في هذا الملعب للمرة الأولى منذ عام 2009.

منظر عام لملعب ترامب تيرنبيري للجولف في تيرنبيري – إسكتلندا

ويعد “تيرنبيري” أحد الملاعب العشرة المُدرجة لاستضافة البطولة المفتوحة، لكن المنظمين يقولون إن هناك مشاكل لوجستية تتعلق بالبنية التحتية للطرق والسكك الحديدية والإقامة، والتي يجب حلها قبل استئناف البطولة.

الاحتجاجات والسياسيون

وفقًا للوكالة الأمريكية، كانت علاقة ترامب مع السياسيين الإسكتلنديين والبريطانيين متقلبة للغاية، حيث إنه قبل أكثر من عقد من الزمان، عيّنت الحكومة الإسكتلندية ترامب مستشارًا تجاريًا غير مدفوع الأجر لدى شبكة “جلوبال سكوت”، وهي مجموعة من قادة الأعمال ورواد الأعمال والمديرين التنفيذيين المرتبطين بإسكتلندا.

وفي عام 2015 تخلت عنه الشبكة بعد أن دعا إلى منع المسلمين من دخول الولايات المتحدة، كما دفعت هذه التصريحات جامعة “روبرت جوردون” في أبردين إلى إلغاء شهادة الدكتوراه الفخرية في إدارة الأعمال التي منحتها لترامب عام 2010.

جون سويني منتقد سابق لترامب

ومن المرتقب أن يلتقي ترامب هذا الأسبوع، برئيس الوزراء الإسكتلندي ذو الميول اليسارية جون سويني، وهو منتقد سابق لترامب والذي أيد كامالا هاريس قبل انتخابات العام الماضي 2024، وهي الخطوة التي وصفها المتحدث باسم شركات ترامب الإسكتلندية بأنها “إهانة”.

ولكن “سويني” أكد أنه “من مصلحة إسكتلندا” أن يلتقي بالرئيس، لكن رغم ذلك، يعارض بعض الإسكتلنديين  هذا الرأي، في حين تنفذ عملية أمنية واسعة النطاق خلال الزيارة تحسبًا للاحتجاجات. 

ويُتوقع أيضًا أن يسافر رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، إلى إسكتلندا لإجراء محادثات مع ترامب، وقد بنى ستارمر علاقة وطيدة مع ترامب، الذي قال عنه هذا الشهر: “أنا معجب جدًا برئيس الوزراء، على الرغم من كونه ليبراليًا”، ومن المرجح أن يناقشا التجارة، حيث يسعى ستارمر إلى إقرار إعفاء للصلب البريطاني من رسوم ترامب الجمركية.

ولم ترد أي أنباء حول ما إذا كان ترامب وستارمر – وهو ليس لاعب جولف – سيلعبان جولة في أحد الملاعب.



‫0 تعليق

اترك تعليقاً