تبادلت القوات الكمبودية والتايلاندية إطلاق النار، اليوم الخميس، في جولة جديدة من الاشتباكات في منطقة حدودية متنازع عليها، بحسب ما أعلن البلدان، ووفقًا لما نقلته “نيويورك تايمز” الأمريكية.
وتبادلت وزارة الدفاع الكمبودية والجيش التايلاندي الاتهامات بشأن المسؤولية عن هذا الاشتباك الجديد، حيث اتهم كل من الطرفين الطرف الآخر بأنه من بدأ بإطلاق النار، في أحدث تصعيد في هذا الخلاف الطويل الأمد بين البلدين حول منطقة حدودية يتنازعان السيادة عليها.
وفي مايو الماضي، تحول نزاع حدودي طويل الأمد في منطقة تعرف بـ”المثلث الزمردي”، تتقاطع فيها حدود البلدين مع حدود لاوس إلى مواجهة عسكرية لقى فيها جندي كمبودي حتفه، وعلى إثر ذلك يتبادل الطرفان الاتهامات والردود الانتقامية، ونتيجة لما حدث قيدت تايلاند حركة العبور عبر الحدود، فيما علقت كمبوديا بعض الواردات.
طرد السفير الكمبودي
كانت تايلاند طردت، أمس الأربعاء، السفير الكمبودي واستدعت مبعوثها إلى بنوم بنه بعدما فقد جندي تايلاندي ساقه في انفجار لغم أرضي في ظل احتدام النزاع الحدودي بين البلدين.
من جهته، قال مصدر حكومي كمبودي لوكالة الصحافة الفرنسية، لم يُذكر اسمه، إن أعمال العنف تجددت صباح الخميس، بالقرب من معبدين على الحدود بين مقاطعة سورين التايلاندية وأودار مينشي الكمبودية.
بدورها، قالت المتحدثة باسم وزارة الدفاع الكمبودية، مالي سوتشيتا، في بيان: “الجيش التايلاندي انتهك سلامة أراضي مملكة كمبوديا بشنّه هجومًا مسلّحًا على القوات الكمبودية المتمركزة للدفاع عن أراضيها السيادية”.
وأوضحت: “ردًا على ذلك، مارست القوات المسلحة الكمبودية حقّها المشروع في الدفاع عن النفس، بما يتوافق تمامًا مع القانون الدولي، لصدّ التوغّل التايلاندي وحماية سيادة كمبوديا وسلامة أراضيها”.
بداية إطلاق النار بين تايلاند وكمبوديا
بالمقابل، أعلن الجيش التايلاندي أن القتال بدأ قرابة الساعة 7.35 صباحًا، عندما سمعت وحدة تحرس معبد “تا موين” طائرة من دون طيار كمبودية تحلق في السماء.
وأضاف: “وعلى الإثر اقترب الجيش من السياج الشائك الحدودي بين البلدين، حيث وجد 6 جنود كمبوديين مسلّحين، أحدهم يحمل قذيفة صاروخية”.
وبحسب الجيش التايلاندي، فقد صاح عدد من عناصره محذرين العسكريين الكمبوديين الستة من الاقتراب، لكن ما هي إلا الساعة 8.20 حتى أطلقت القوات الكمبودية النار باتجاه الجانب الشرقي من المعبد، على بعد حوالي 200 متر من القاعدة التايلاندية.