

هاي كورة (رأي خاص بالصحفي مانويل كوبو – As)
ما زلت أؤمن بكلمات روخيليو سوسا، نجم بيتيس السابق، حين قال: “الركض من شيم الجبناء”.
لم تكن مقولته عن الجبن بقدر ما كانت عن ذكاء اللعبة، فالكُرة دائمًا أسرع من أقدام اللاعبين، مهما كانت سرعاتهم.
روخيليو، صاحب القدم اليسرى التي لا تُنسى، سجل هدفًا من ركنية دون أن تطأ قدماه أرض الملعب، فقط خرج من الدكة وسجل هدفًا أولمبيًا.
لهذا الرجل فلسفته، ولعلنا بحاجة لاستحضارها اليوم ونحن نراقب مشروع تشابي ألونسو في ريال مدريد.
ريال مدريد هذا، لا يزال يعاني من مشاكل الموسم الماضي، ولم تكن خسارة نصف نهائي مونديال الأندية أمام باريس سان جيرمان سوى مرآة واضحة لكل تلك العيوب.
بدأ الفريق بشكل مبشّر، لاعبون جدد قدموا أداءً لافتًا، لكن عندما واجهوا خصمًا من طراز النخبة، انهار البناء التكتيكي.
أخطاء فردية كلّفتنا هدفين مبكرين، غياب هويسن كان مؤثرًا، نعم، لكن المشكلة الأعمق كانت في التنظيم والضغط، أو بالأحرى في غيابه.
كنا نُركض في كل الاتجاهات بينما باريس يضغط بشكل جماعي متقن، لم نكن نملك أدوات الخروج من الضغط ولا القدرة على صناعة الفرص.
وغونزالو؟ ذلك المهاجم الذي برع في قلب الهجوم، فجأة وجد نفسه في الجناح الأيمن، لتذوب بصمته وتغيب فعاليته، ومعها تفقد المنظومة اتزانها.
أضف إلى ذلك مغامرة اللعب بثلاثة مدافعين وظهيرين، فتجد نفسك أمام انتحار تكتيكي لا مبرر له.
أكتب اليوم لأقول: ليس عيبًا أن نعود إلى الواقعية، لمَ لا نرى رباعي وسط؟ لمَ لا يعود غونزالو لرقم 9؟ ولمَ لا يجلس أحد الثنائي فينيسيوس أو مبابي على الدكة حين يقتضي الأمر، لا ضعفًا بل حفاظًا على توازن الفريق؟ كرة القدم، يا سادة، لا تُربح بالنجوم فقط، بل بالعقل.