إيران توافق على استضافة وفد تقني من “الطاقة الذرية”

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!


في تطور لافت قد يُمهّد لمرحلة جديدة في العلاقة بين بين التكتيك السياسي والمبادرة الحقيقية، تظل زيارة الفريق الفني محطة اختبار جديدة في علاقة معقدة بين طهران والوكالة الدولية للطاقة الذرية، أعلن وزير الخارجية الإيراني السابق محمد جواد ظريف، اليوم الأربعاء، أن طهران وافقت على استقبال وفد فني من الوكالة خلال الأسابيع المقبلة لمناقشة ما وصفه بـ”آلية جديدة” تنظم التعاون بين الجانبين.وقال ظريف، في تصريحات صحفية أدلى بها من نيويورك، إن الزيارة المرتقبة تهدف إلى بحث أسس التعامل الفني والإجرائي بين إيران والوكالة الدولية، دون أن تتضمن في جدولها زيارات ميدانية لأي من المواقع النووية الإيرانية.

مناقشة آلية العمل 

 
وأضاف: “الوفد سيأتي إلى إيران لمناقشة آلية العمل، وليس لزيارة المواقع (النووية)”، في إشارة واضحة إلى أن طهران لا تزال ترفض بشكل ضمني فتح منشآتها النووية للتفتيش الكامل أو العشوائي، وهو مطلب طالما كررته الوكالة الدولية في تقاريرها الأخيرة.وتأتي هذه التطورات وسط تصاعد الضغوط الدولية على إيران بشأن برنامجها النووي، خاصة بعد أن رفعت مستويات تخصيب اليورانيوم إلى مستويات تقترب من الاستخدام العسكري، وفق تقارير حديثة صادرة عن الوكالة. كما تواجه طهران اتهامات بعدم الشفافية وإخفاء مواقع نووية محتملة.وكانت العلاقة بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية قد شهدت توترًا ملحوظًا في السنوات الأخيرة، خاصة بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي عام 2018 في عهد الرئيس دونالد ترامب، ورد طهران بخطوات تصعيدية من بينها تقييد وصول المفتشين الدوليين وتقليص التعاون الفني مع الوكالة.ويرى مراقبون أن موافقة إيران على هذه الزيارة قد تكون محاولة لتحسين صورتها أمام المجتمع الدولي، في ظل الضغوط الاقتصادية والسياسية المتزايدة، وتصاعد التهديدات الإسرائيلية بشن ضربات استباقية ضد منشآتها النووية.في المقابل، يرى آخرون أن طهران تستخدم هذه الخطوة كأداة تكتيكية لكسب الوقت، دون تقديم تنازلات حقيقية في ملفها النووي، خاصة أن تصريح ظريف استثنى صراحةً مسألة الزيارات الميدانية للمواقع.حتى الآن، لم تصدر الوكالة الدولية للطاقة الذرية بيانًا رسميًا بشأن هذه الزيارة أو أهدافها، كما لم تعلن الدول الغربية الكبرى – وخاصة الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا – موقفها من إعلان طهران.لكن من المتوقع أن تكون هذه الزيارة موضع نقاش في المحافل الدبلوماسية المقبلة، خصوصًا في مجلس محافظي الوكالة الذي سيجتمع الشهر المقبل لمراجعة مدى التزام إيران بتعهداتها.بين التكتيك السياسي والمبادرة الحقيقية، تظل زيارة الفريق الفني محطة اختبار جديدة في علاقة معقدة بين طهران والوكالة الدولية للطاقة الذرية، وقد تحدد مخرجات هذه الزيارة ملامح المرحلة المقبلة، سواء بالعودة إلى طاولة المفاوضات أو بانزلاق جديد نحو التصعيد.



‫0 تعليق

اترك تعليقاً