هل يؤثر بيان الأزهر المحذوف على مفاوضات غزة؟

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!


نتيجة الثانوية العامة 2025

نتيجة الثانوية العامة 2025

الضمير الإنساني اليوم يقف على المحك وهو يرى آلاف الأطفال والأبرياء ‏يُقتَلون بدم بارد، وأنَّ مَن ينجو منهم من القتل يَلْقَى حتفه بسبب الجوع والعطش والجفاف، ونفاد الدواء، وتوقف المراكز الطبية عن إنقاذهم من موتٍ مُحقَّقٍ“.. ساعة واحدة فقط كانت فاصلة بين إطلاق شيخ الأزهر الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، بيانًا يستصرخ من خلاله أصحاب الضمائر الحية لتحرك فوري لإنقاذ أهل غزة من المجاعة، وحذفه من على الصفحة الرسمية، ليفتح بابًا جديدًا للتساؤلات حول سبب الحذف وإصدار آخر.

الأزهر يبرر الحذف: البيان كان سيؤثر على مفاوضات غزة

وعلى الفور تابع المركز الإعلامي للأزهر الشريف ما أثير من تعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي بشأن حذف البيان المتعلق بالأوضاع في غزة.

وأوضح المركز في بيان جديد له اليوم، أن هذا القرار جاء انطلاقًا من المسؤولية التي يتحملها الأزهر الشريف أمام الله عزّ وجل تجاه قضايا أمتينا العربية والإسلامية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية ونصرة أهل غزة المستضعفين.

وأضاف أن الأزهر الشريف بادر بسحب بيانه بكل شجاعة ومسؤولية أمام الله حين أدرك أن هذا البيان قد يؤثر على المفاوضات الجارية بشأن إقرار هدنة إنسانية في غزة لإنقاذ الأبرياء، وحتى لا يُتخذ من هذا البيان ذريعة للتراجع عن التفاوض أو المساومة فيها.

وتابع: لقد آثر الأزهر الشريف مصلحة حقن الدماء المسفوكة يوميًا في غزة، وأملًا في أن تنتهي المفاوضات إلى وقف فوري لشلالات الدماء، وتوفير أبسط مقومات الحياة التي حرم منها هذا الشعب الفلسطيني المظلوم.

وأكد أن “الأزهر إذ يؤكد ذلك الأمر بكل صدق ومسؤولية أمام الله، فإنه يدعوه -عز وجل- أن يُنزل على أهل غزة مزيدًا من الصبر والصمود والسكينة، وأن يحرسهم بعينه التي لا تنام، إنه وليّ ذلك والقادر عليه”.

هل تلغي إسرائيل المفاوضات!

ولحسم هذا الجدل، قال أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة الدكتور مصطفى كامل السيد، إن إسرائيل تحدد أهدافها في كمحاولة منها للقضاء على الشعب الفلسطيني.

وأكد كامل لـ”تليجراف مصر”، أن بيان الأزهر لن يؤثر على المفاوضات التي تشهدها المنطقة خلال الفترة الراهنة، موضحًا أن إسرائيل لها أهداف واضحة لن تميل عنها.

وتابع أن إسرائيل لا تريد هدنة او تنظر إلى مفاوضات، هي فقط تريد تسوية غزة بالأرض وتحصرهم في مساحة ضيقة إلى أن تختنق.

أبرز ما جاء في بيان الأزهر المحذوف

وجاء نص بيان الأزهر الشريف المحذوف الذي أثار جدلًا واسعًا خلال الساعات الماضية، على النحو التالي:

أطلق الأزهر الشريف صرخته الحزينة ونداءه العالمي المكلوم، الذي يستصرخ به أصحاب الضمائر الحية من أحرار العالم وعقلائه وحكمائه وشرفاته ممن لا يزالون يتألمون من وخز الضمير، ويؤمنون بحرمة المسؤولية الإنسانية، وبحقوق المستضعفين والمغلوبين على أمورهم وعلى أبسط حقوقهم في المساواة بغيرهم من بني الإنسان في حياة آمنة وعيش كريم، من أجل تحرك عاجل وفوري لإنقاذ أهل غزة من هذه المجاعة القاتلة، التي يفرضها الاحتلال في قُوَّةٍ ووحشية ولا مبالاة لم يعرف التاريخ لها مثيلاً من قبل، ونظنه لن يعرف لها شبيها في مستقبل الأيام.

وأعلن الأزهر الشريف أن الضمير الإنساني اليوم يقف على المحك وهو يرى آلاف الأطفال والأبرياء يقتلون بدم
بارد، وأن من ينجو منهم من القتل يلقى حتفه بسبب الجوع والعطش والجفاف، ونفاذ الدواء، وتوقف المراكز
الطبية عن إنقاذهم من موت محقق.

ويشدد الأزهر على وهو يغالب أحزانه وآلامه، ليستصرخ القوى الفاعلة والمؤثرة أن تبذل أقصى ما تستطيع لصد هذا الكيان الوحشي، وإرغامه على وقف عمليات القتل الممنهجة، وإدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية بشكل فوري، وفتح كل الطرق لعلاج المرضى والمصابين الذين تفاقمت حالتهم الصحية نتيجة استهداف الاحتلال للمستشفيات والمرافق الطبية، في انتهاك صارخ لكل الشرائع السماوية والمواثيق الدولية.

وبرأ نفسه أمام الله من هذا الصمت العالمي المريب، ومن تقاعس دولي محز لنصرة هذا الشعب الأعزل، ومن أي دعوة لتهجير أهل غزة من أرضهم، ومن كل من يقبل بهذه الدعوات أو يتجاوب معها. ويحمل كل داعم لهذا العدوان مسؤولية الدماء التي تسفك، والأرواح التي تزهق، والبطون التي تتضور جوعا في غزة الجريحة، وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَي مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ).

ودعا كل مسلم أن يواظب على الدعاء لنصرة المظلوم بدعاء نبينا الذي تحصن به: “اللهم منزل الكتاب، ومجري السحاب، وهازم الأحزاب اهْرَمُهُمْ وانصرنا عليهم”.

 



‫0 تعليق

اترك تعليقاً