في أحد شوارع محافظة بني سويف، يقف طفل صغير أمام منزله، يحمل صينية مملوءة بالكشري ويبيعها للمارة، فيما تقف جدته على الجانب الآخر من الشارع، تفرش الخضراوات.
لا يكتفي الصغير بمشروعه، بل يروج لمنتجات جدته أيضًا، وينادي بصوت مبهج: “إنتوا جايين تشتروا كشري من عندي؟ تعالوا اشتروا كشري من عند تيتا!”
إنه أحمد محمد عيد، الشهير بـ”حماصة”، الطفل الذي قرر أن يجعل من عطلته الصيفية فرصة لرسم البسمة على وجه جدته، وأن يوثق هذه اللحظات بمقطع فيديو انتشر بشكل واسع على مواقع التواصل.

مشروع صغير.. بقلب كبير
خلال ظهوره في بث مباشر على منصة “تليجراف مصر”، كشف حماصة عن فكرته، موضحًا أنه لم ينتظر أن يكبر ليكون مسؤولًا، بل قرر استثمار الإجازة الصيفية في إطلاق مشروع بسيط لبيع الكشري بسعر رمزي لا يتجاوز جنيهين.
يقول بابتسامة تنبع من طيب قلبه: “اللي معاه جنيه ياخد الكيس، واللي معهوش خالص برضه ياخد.. اللي بيراضي الناس، ربنا بيراضيه”.
حلم بسيط.. وإصرار كبير
لم يكن الهدف من المشروع تجاريًا فقط، بل إن “حماصة” أراد أيضًا أن يساعد والده، الذي أصيب في حادث وتركيب قدمه بمسامير، وهو خريج كلية الشريعة الإسلامية ويحمل كارنيه الإعاقة.
ويختم حماصة رسالته للتجار والمجتمع بكلمات واثقة: “ما تخافش على رزقك.. رزقك في السماء مش في الأرض”.

“ابدأ بالقرآن”.. مبادرة تربوية من قلب طفل
لم يكتف “حماصة” بنجاحه في البيع، بل أطلق مبادرة تربوية تحت اسم “ابدأ بالقرآن”، ينصح من خلالها الأطفال بأن يبدؤوا يومهم الدراسي أو مذاكرتهم بتلاوة آيات من كتاب الله.
ويقول: “القرآن مفتاح النجاح والتفوق.. وأنا حفظت 15 جزءًا، ودايمًا ببدأ يومي بقراءته”.
أحلام حماصة.. من الكشري إلى مكة
في نهاية حديثه مع “تليجراف مصر”، عبّر حماصة عن أحلامه الصغيرة في عمرها، الكبيرة في معناها: “نفسي والدي يبقى موظف، ونفسي أطلع جدتي عمرة”.
“اجري ورا حلمك، واوعى تسيبه.. مادام حلمك مشروع”، هكذا ختم حديثه، راسمًا الأمل بطريقته، ومرسلًا رسالة ملهمة للكبار قبل الصغار.